تشهد جماعة الإخوان المسلمين بمصر أزمة داخلية، ظهرت على الساحة قبل أسبوع، وبلغت ذروتها أمس الخميس، تمخضت عن وجود قيادتين للتنظيم، أرجعتها مصادر بالإخوان إلى الخلاف حول مسار مواجهة السلطات الحالية، وحديث البعض عن التصعيد والقصاص مقابل إصرار آخرين على السلمية كوسيلة للتغيير.
محمود حسين، الأمين العام لجماعة الاخوان المسلمين، المحسوب على مكتب الإرشاد القديم، قال في بيان له إن “نائب المرشد (يقصد محمود عزت) وفقا للائحة (اللائحة الداخلية للجماعة) يقوم بمهام المرشد العام، إلى أن يفرج الله عنه (أي المرشد محمد بديع)، وأن مكتب الارشاد (أعلى سلطة تنفيذية بالجماعة) هو الذي يدير عمل الجماعة”.
وهو ما سارع مكتب الارشاد الجديد، الذي تم انتخابه العام الماضي، في الرد عليه حيث أصدر تعميما، حسب المصادر، أكد فيها أن حسين فقد عضويته بمكتب الإرشاد، وبالتالي الأمانة العامة للمكتب، بمجرد خروجه من مصر، وأن من يعبر عن الجماعة هو متحدثها الإعلامي محمد منتصر.
منتصر قال في بيان نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “أجرت الجماعة انتخابات داخلية في فبراير/ شباط 2014، وقامت بانتخاب لجنة لإدارة الأزمة، (..) وكانت نتيجة هذه الانتخابات استمرار الأستاذ الدكتور محمد بديع في منصب المرشد العام للجماعة، وتعيين رئيس للجنة إدارة الأزمة وتعيين أمين عام للجماعة لتسير أمورها (بدلا من محمود حسين)، كما قامت الجماعة بانتخاب مكتب إداري لإدارة شؤون الإخوان في الخارج (تم الإعلان عنه في أبريل/ نيسان 2014)”.
القيادتان الجديدتان، بحسب البيانين ومصادر مطلعة داخل التنظيم، تتصارعان على مكتب الإرشاد الذي يعد أعلى سلطة بالجماعة، على الرغم من اتفاقهما على بقاء محمد بديع مرشدًا عامًا للجماعة.
ومكتب الإرشاد هو أعلى سلطة تنفيذية بالجماعة، ويتكون من 18 شخصا، بحسب اللائحة الداخلية، في الوقت الذي قد يزيد العدد إلى أكثر من ذلك في حال القبض على أعضاء المكتب، أو بتعيين أشخاص جدد (حيث يتم انتخاب أو تعيين أعضاء جدد كبديل عن من يتم القبض عليهم مع احتفاظ الآخرين بالعضوية).
وفيما يلي رصد أجرته الأناضول للمتنازعين على قيادة الإخوان بمصر، بحسب مصادر مطلعة:
المكتب القديم:
محمود عزت: هو نائب المرشد العام لجماعة الإخوان منذ 2009، والقائم بأعمال المرشد، ويلقب بأنه الرجل الحديدي، حيث شغل منصب عضوية مكتب الإرشاد منذ عام 1981، وظل أمينًا عامًا للجماعة لمدة ست سنوات (2004-2010)، ويبلغ من العمر 71 عاما. محمود غزلان: هو عضو مكتب الإرشاد بالجماعة منذ 1995، وكان أمينا عاما للجماعة بين عامي 2000 و2001، واختير عقب الثورة المصرية في يناير/ كانون الثاني 2011، متحدثا رسميا باسم الإخوان المسلمين. عبد الرحمن البر: الملقب بمفتي الجماعة، وجاء انتخابه في مكتب الإرشاد عام 2009، عقب خروج مفتي الجماعة السابق عبد الله الخطيب، وهو أستاذ علم الحديث في جامعة الأزهر، ويبلغ من العمر 52 عاما. محمد سعد عليوة: انتخب عضوا بمكتب الإرشاد مطلع 2013، بعد انتخابات جرت على مقعد محمد علي بشر الذي تم اختياره كوزير للتنمية المحلية إبان حكم مرسي ما دفعه لتقديم استقالته من مكتب الإرشاد، وكان عليوة يشغل منصب مسؤول المكتب الإداري لإخوان الجيزة (غرب القاهرة)، ويبلغ من العمر 59 عاما. ويدعم المكتب القديم قيادات للإخوان المسلمين بالخارج على رأسهم محمود حسين الذي كان يشغل منصب الأمين العام للجماعة إبان عزل مرسي، وأصدر بيانا باسمه وصفته أمس، يؤكد فيها أن القائم بأعمال المرشد العام هو محمود عزت، إلا أن المتحدث الإعلامي باسم الجماعة محمد منتصر أعلن أمس أنه لم يعد الأمين العام للجماعة.
كما يدعم المكتب القديم أغلب قيادات مكتب الإخوان المسلمين بالخارج (تم الإعلان عن تشكيله أبريل/ نيسان 2015)، باعتبارهم يدعون للسلمية ويرفضون اللهجة التصاعدية واستخدام العنف أو حتى التهديد به، كونهم يتعاملون مع الدول والبرلمانات الأجنبية، التي لا يتناسب معها لهجة العنف.
المكتب الجديد:
محمد كمال: هو القائم الجديد بأعمال مرشد الإخوان عقب الانتخابات التكميلية التي جرت العام الماضي في هياكل الجماعة، باعتباره أكبر الأعضاء سنا، بعد أن تم تعيينه عضوا بمكتب الإرشاد في 2011، ممثلا عن الصعيد (جنوبي البلاد) ليكون مشرفا عليه، وهو أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بجامعة أسيوط، ويبلغ من العمر 60 عاما. حسين إبراهيم: هو الأمين العام لحزب الحرية والعدالة (المنبثق عن الجماعة والذي تم حله بقرار قضائي في أغسطس/ آب 2014)، منذ يناير/ كانون الثاني 2013، وكان رئيسا للهيئة البرلمانية للحزب في مجلس الشعب 2010 والذي تم حله في 2012، وشغل قبل ذلك منصب مسؤول المكتب الإداري لإخوان الإسكندرية (شمال)، واختير عضوا بمكتب الإرشاد في نهاية 2013، ويبلغ من العمر 56 عاما.